التعلم المستند على الدماغ Brain Based Learning

التعلم المستند على الدماغ                            Brain Based Learning


إضافة شرح


لابد من التذكر عندما نفكر في الدماغ حقيقة مفادها أن كل دماغ فريد بنوعه، وسبب فرادته فأنه يعالج المعلومات بطرائق يجعلها محسوسة له. والمثيرات التي يحس بها دماغ ما، قد لا يحس بها دماغ آخر، أو على الأقل ليس بالطريقة نفسها التي يحس بها الدماغان. وتميز الدماغ بفرادته هو محور التعلم المسند بالدماغ.

    ويستقبل كل دماغ المعلومات ويعالجها عشوائيا، أي يجعلها محسوسة له، وله فقط. ويبني كل دماغ المعلومات التي يستقبلها من بيئته بطريقة يجعلها محسوسة له فقط. وبذلك يكون المنهج الصفي المتمركز حول الدماغ (the curriculum of brain –based classroom) هو الأساس في تكامل فاعل لكل النشاطات.

   تستند نظرية التعلم المسند بالدماغ على بنية الدماغ ووظيفته. وطالما أن الدماغ لا يتوقف عن انجاز عملياته الاعتيادية، فالتعلم سوف يحدث. وغالبا ما يقال أن كل فرد بإمكانه أن يتعلم. والحقيقة هي أن كل فرد يقوم بالتعلم. ويولد كل فرد بدماغ يعمل كمعالج ذا قدرة استيعابية هائلة. وعلى النقيض من ذلك يسود اليوم المدرسي أحيانا بعض الممارسات التي تمنع التعلم المتمثلة بعدم التشجيع أو الإهمال أو العقاب، أو بالحد من العمليات العقلية اللازمة للتعلم.

ويوفر التعلم المسند بالدماغ إطارا بيولوجيا شاملا للتعليم والتعلم، ويساعد في توضيح سلوكيات التعلم، انه مفهوم تغييري (meta_ concept ) يتضمن مزيجا من أساليب منتقاة وهذه الأساليب تتيح للتدريسيين ربط تعلم الطلبة بالخبرات الحياتية الحقيقية. ويشمل هذا النوع من التعلم أفكارا اشتقت من الأبحاث التي تستند إلى الدماغ مثل:
ü    التعلم المتقن ( (Mastery learning.
ü    أنماط التعلم (Learning styles).
ü    الذكاءات المتعددة (Multiple intelligences).
ü    التعلم التعاوني (Cooperative learning).
ü    المحاكاة التطبيقية (practical simulation).
ü    التعلم التجريبي (Experimental learning).
ü     التربية الحركية (Movement education).
ü    التعلم بالدماغ الكلي (whole brain learning) .
ü    التعلم الطبيعي (natural learning).
ü    تسريع التعلم (accelerated learning).
ü    الذكاء العاطفي (emotional intelligence).
   وكل هذه الأفكار  تتفق في رسائلها في أن العقل البشري (يجب) أن يتعلم، وإنها تؤكد استمرار يته للبقاء والصحة اللذان يعتمدان على التعلم بطرائق تصل بالمبادئ الإجرائية الطبيعية إلى أقصى مدى ممكن. و إذا ما رغبنا في تطوير التعلم والتحصيل الإنساني يجب علينا معرفة وجهات النظر المتعددة والشاملة للذكاء وللتأكيد أن الاستراتيجيات التعليمية التعلمية لا تخضع كليا للنماذج التدريسية الجاهزة وتأخذ بنظر الاعتبار كلية الأفراد (whole persons) ودوافعهم ونماذج التعلم المفضلة لديهم.
وأدناه بعض الرسائل المفتاحية عن الدماغ التي نحتاج للأخذ بها في التدريبات التعليمية التعلمية:
1) الترابط المنطقي بين الابتكار والقوة الفطرية للتفكير.
2) الحاجة لربط التعلم الجديد بما عرفه الفرد للتو.
3) الأفضلية لنمط التعلم الفردي والنشاط الفيزيائي.
4) الاعتماد المتوازن بين الاسترخاء والطاقة.
5) المثير يجب أن يكون قويا يستغل عدة حواس وفريدا ذو معنى للخبرة.
6) الحاجة إلى الفرص الكافية للمراجعة والانعكاس للتأكد من الاسترجاع وتجذر التعلم بعيد المدى.
7) مراعاة مستويات النشاطات الواعية وغير الواعية وتفضيلاتها المختلفة لتشعب والتنوع في التوصيف عند تمثيل الخبرة الجديدة.
8) ترتبط مستلزمات بقاء التعلم وثباته بالانفعالات والشعور الايجابي.
9) الحاجة للموقف الاجتماعي والتعاون _ يبنى التعلم الفعال من قبل المتعلم خلال التفاعل_.
10) تعمل الحواس كباحث عن الارتباطات والترابط والأنماط والنماذج ومخطط الأنظمة والتي من خلالها يتم "تأطير" التعلم الجديد.
    إن الدماغ عضو تعلم معقد تماما، وله سعة غير محدودة في تخزين ومعالجة المعلومات والتعلم. ويجب أن لا يخصص فقط للبيئة الأكاديمية الرسمية التي يخصص معظم الوقت فيها للجلوس على المقاعد الدراسية، ويستغل فيها مدى محدود من القابليات معظمها لفظية/ لغوية ومنطقية/ تحليلية/ عددية. ولنا ككائنات بشرية افتراضات مسبقة لكي نفكر نقديا ونبحث لعمل الإحساسات اللازمة للعيش في هذا العالم التكنولوجي المتغير، وان تكون لنا خبراتنا الذاتية.
   وللارتباط الوثيق بين الفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) والعواطف والذاكرة الكثير من التضمينات المهمة لأي خبرة تعليمية وبالأخص التضمينات المفروضة عن عدم تعارض المعلومات بعضها مع البعض الأخر، وكذلك الصفوف الساندة للتعلم.
    ولا يمكننا فصل التفكير عن عواطفنا. وهناك شواهد قوية لدور العواطف في تشكيل الفكرة، واتخاذ القرارات والنجاح طويل الأمد كما هو شائع. وتكون للعواطف دورا ايجابيا في اغلب التعلم الفاعل والنشط مثلما هو للتقدير الذاتي والتعلم التعاوني والإحساس بالانتماء وتحصيل غايات وأهداف ذات معنى وتحقيق النجاح. وتعتبر الدافعية ضرورية للتعلم والتي تدمج العواطف بايجابية مما يزيد من الانتباه والفهم والمعنى والذاكرة.
    ويبحث الدماغ عما يثيره للتعلم، وأدناه ما تتضمنه بعض المحركات الأساسية:
1) يجب أن تكون العملية ممتعة.
2) أن يكون هناك رغبة ما في الموضوع.
3) أن تكون الخبرات ملائمة وذات معنى.
4) يجب أن تتضح القيمة الجوهرية للموضوع.
5) التقدير والاعتراف بتطور الكفاية والتحصيل.
6) إمكانية التعميم إلى مجالات أخرى من الخبرة.
إن المبادئ الأساسية للتعلم المسند بالدماغ تتمثل في:
1) يعمل الدماغ كمعالج موازي (parallel processor)، بمعنى إن الدماغ بإمكانه انجاز عدة فعاليات في آن واحد مثل التذوق والشم.
2) يعمل الدماغ بشكل كلي وجزئي.
3) تخزن المعلومات في الدماغ بمساحات متعددة منه، وتسترجع من خلال الذاكرة.
4) التعلم عملية فسيولوجية كلية ؛إذ يتم التعلم بشمولية الجسم وكليته (whole body). وكل تعلم هو دماغ_ جسم (mind_ body): الحركة والطعام ودوائر الانتباه (attention cycles) والمواد الكيميائية التي تغير التعلم.
5) البحث البشري عن المعنى فطريا.
6) البحث عن المعنى يتم من خلال النماذج.
7) صعوبة نمذجة الميول والعواطف.
8) فهم المعنى أكثر أهمية من المعلومات ذاتها.
9) يستلزم التعلم انتباها مركزا وإدراكا خارجيا.
10) يستلزم التعلم عمليات واعية وغير واعية.
11) هناك نوعان من الذاكرة: المكانية (spatial) والآلية الصماء (rote).
12) يفهم الفرد بشكل أفضل عندما تكون الحقائق متضمنة في الطبيعة والذاكرة المكانية.
13) المديح يعزز التعلم والوعيد يمنعه.
14) كل دماغ فريد بذاته.
15) التعلم تطوري.
وهناك ثلاثة أساليب تعليمية ترتبط بالتعلم المسند بالدماغ هي:
1) الانغمار المنسق (orchestrated immersion): ابتكار بيئة التعلم التي ينغمر الطلبة فيها كليا بالخبرة التربوية.
2) النشاط المريح (relaxed alertness ): محاولة إبعاد الخوف عن المتعلمين بينما يتم الحفاظ على بيئة تعلم تحدي عالي، ويتم قبول كل الطلبة بأنماط تعلمهم وقدراتهم وإمكانياتهم المختلفة.
3) المعالجة الفاعلة (active processing): السماح للمتعلم لتثبيت المعلومات بالمعالجة الفاعلة لهذه المعلومات.
ما هي مقترحات التعلم المسند بالدماغ ؟
  لكيفية عمل الدماغ أثرا علميا في كل أنواع نشاطات التعلم لكي تكون أكثر فاعلية. والتربويون بحاجة لمساعدة الطلبة لأن يكتسبوا خبرات ملائمة وأن يستفيدوا منها. وكما أوضح (رينيه شاين Renate Caine) في كتابه "عمل الارتباطات (Making Connect) أن هنالك ثلاثة عناصر فاعلة أساسية في هذه العملية هي:
ü  على التدريسيين مساعدة طلبتهم على الانغمار في خبرات معقدة فاعلة غنية وحقيقية. والمثال الجيد على ذلك هو غمر الطلبة في ثقافة أجنبية ليتعلموا لغة ثانية. وعلى التدريسيين الاستفادة من قدرة الدماغ على توازي العمليات.
ü  يجب أن يكون الطلبة في موقع التحدي الحقيقي. والتحدي هذا يثير عقولهم ليقرروا ويختاروا النشاطات المرغوبة عندهم.
ü   لكي يحيط كل طالب بالجوانب المختلفة لمشكلة ما يجب أن يكون هناك تحليل مكثف لمختلف الطرائق الممكنة لحلها وللتعلم عموما، وذلك ما يعرف (بالمعالجة الفاعلة للخبرات).
   ويستند التعلم المسند بالدماغ على عدد من المعتقدات منها:
ü    التغذية الراجعة تكون أفضل عندما تأتي من الواقع، بدلا من صدورها بشكل رسمي.
ü    يتعلم الناس أفضل عندما يحلون مشكلات واقعية تجابههم.
ü    لا يمكن فصل الصورة الكلية عن الأجزاء المكونة لها.
ü    ولأن كل دماغ فريد بذاته، فان على التربويين أن يسمحوا للمتعلمين لتكوين بيئاتهم الخاصة.
ü    مصمصوا الأدوات التربوية يجب أن يكونوا فنانين في ابتكارهم للبيئات التي تسند التفكير بالدماغ.
ü   أفضل طريقة للتعلم ليست هي المحاضرات فقط، ولكن أيضا من خلال المشاركة في البيئات الحقيقية التي تمكن المتعلمين من تجربة الأشياء الجديدة بأمان.

تضمينات لتدريبات تعليمية أفضل وتعلم أمثل:

يمكن اشتقاق عناصر تعليمية فاعلة من المبادئ السابقة بالشكل الآتي:
ü  بيئة ثرية غنية بالمثيرات توفر للطلبة إمكانية استخدام مواد مبتكرة ومنتجات ومجلات علمية ومساحات للعروض حرية استخدام أجهزة العرض المتوافرة في تلك البيئة.
ü  أماكن تعلم المجموعات مزودة بأثاث يرتب بشكل يسمح فيه بتكوين مهارات اجتماعية وعمل تعاوني بين مجموعات التعلم، ومساحات كافية تجمع جميع المحاورين والمناقشين، فضلا عن تغطية أرضية تلك الأماكن بغطاء مناسب لا يتضايق منه من يريد أن يجلس على الأرض.
ü  توفر التهوية الجيدة في أماكن عمل المتدربين يسمح لأدمغتهم الحصول على الأوكسجين الكافي واللازم لعملها.
ü    آماكن آمنة للطلبة لا يوجد فيها تهديد بالعقاب.
ü  التنوع في الأماكن وتوفر إضاءة مختلفة، ومعظم الأطفال يفضلون العمل على الأرض وتحت المناضد للعمل مع الشركاء.
ü    تغيير العروض في الصفوف بانتظام لتوفير مواقف لإثارة الدماغ وتطوره.
ü  توفير مواد متعددة للتعلم في مختلف الأوضاع الفيزياوية داخل الصفوف لكي تتكامل النشاطات التعليمية بسهولة ويجب أن تكون أماكن الحاسوب وإجراء التجارب متجاورة وذلك للسماح للمتعلمين من القيام بنشاطات تعليمية متعددة.
ü    المرونة ولحظة التعلم يجب تشخيصها والتوكيد عليها.
ü  أماكن نشطة وايجابية لحاجة الطلبة لمساحات هادئة للانعكاس (reflect) والاعتكاف لغرض استخدام الذكاءات الشخصية (Intrapersonal intelligence).
ü  المكان الشخصي (Personal pace) لحاجة الطلبة إلى أثاث شخصي، وبذلك تتوفر الفرصة للمتعلمين للتعبير عن هوياتهم الفردية الذاتية.
ü  المجتمع بيئة تعلم مثالية كبيرة إذ يحتاج التدريسيون إلى إيجاد طرائق لإشغال الأماكن العامة والطبيعية لاستخدامها كمواقف تعلم إضافية، لذلك على المؤسسات التربوية الاهتمام بالتكنولوجيا والتعلم عن بعد، والمشاركة في الأعمال المجتمعية وتوسيع اهتمامها بهذه المجالات.
ü  الإثراء (Enrichment) يمكن للدماغ من عمل ارتباطات جديدة في أي عمر. وأفضل الخبرات هي تحدي المواقف الصعبة والمشكلات مع التغذية الراجعة الملائمة .وتتطور المهارات المعرفية (cognitive skills) بشكل أفضل مع الموسيقى والمهارات الحركية.
ü    المنهج (curriculum):
على التدريسي أن يصمم التعلم حول رغبات الطلبة وجعل التعلم قريني (Contextual)
ü    التدريس (Instruction):
  على التدريسيين أن يفسحوا المجال للطلبة ليتعلموا في فريق، وكذلك  ليتعلموا من المحيط الخارجي. ويبنى التدريسيون التعلم على مسائل حقيقية ويشجعوا طلبتهم في بيئات خارج القاعات الدراسية وجدران الأبنية المدرسية.
ü    التقويم (Assessment):
   طالما أن الطلبة يقومون بالتعلم ؛فان تقويمهم يجب أن يتيح لهم فهم نمط تعلمهم وما يفضلون. وفي هذه الطريقة يتعرف الطلبة إلى عملية تعلمهم ويعززونها. ومن الأهمية الاحتفاظ بالوثائق والأوراق الامتحانيه لغرض التطور والتقويم الذاتي. وهذا يساعد التدريسيين والآباء والطلبة في ملاحظة واستعراض نمو وتطور الطلبة عبر الوقت. وكذلك التدريسيين بحاجة لأن يحتفظوا ببرامجهم الاختيارية. وكلا التقويمين الشفهي والتحريري ضروريان للتطور الأكاديمي، والطلبة بحاجة لتكليفهم بواجبات متعددة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفرق بين التعلم النشط والتقليدى والمقارنة بين التعلم النشط والتقليدى

الاهداف العامة لتدريس الرياضيات للمرحلة الابتدائية

الحصول على كود الطالب | والتسجيل على منصة ادمودو edmodo | والمشروعات البحثية