التعلم التعاوني


التعلم التــعاوني

التعلم التــعاوني :Cooperative Education

حظي التعلم التعاوني باهتمام كبير من قبل التربويين إذ أن له تأثير إيجابي وفاعل في بقاء أثر التعلم لدى المتعلمين , ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة إلى إتباع طريقة التعلم في مجموعات توافقا مع إدخال نظام التعليم الأساسي , فما المقصود بالتعلم التعاوني؟
تعددت تعريفات التعلم التعاوني , واتفقت جميعها على أنه أسلوب تعليمي يقوم على تنظيم الصف , حيث يقسم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة , تتكون كل منها من أربعة أفراد على الأقل , يتعاونون مع بعضهم البعض , ويتفاعلون فيما بينهم , ويناقشون الأفكار , ويسمعون لحل المشكلات بهدف إتمام المهام المكلفين بها , ويكون كل فرد في المجموعة مسئولاً عن تعلم زملائه , وعن نجاح المجموعة في انجاز المهام التي كلفت بها ويتحدد دور المعلم في التوجيه والإرشاد , وتشجيع التلاميذ والإجابة على أسئلتهم وتوزيع الأدوار على كل تلميذ في المجموعة.

بعض تعريفات التعلم التـــعاوني :

تعرف ( كوثر كوجك , 1992 )التعلم التعاوني بأنه : يطلب من التلاميذ العمل مع بعضهم البعض ,والحوار فيم بينهم فيما يتعلق بالمادة الدراسية , وأن يعلم بعضهم بعضاً , وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية إيجابية.
وعرف (1994, Mcenerney) التعلم التعاوني بأنه:( إستراتيجية تدريس تتمحور حول الطالب حيث يعمل الطلاب ضمن مجموعات غير متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك).
ويعرفه ( 1996, Kauchak&Eggen ) بأنه : مجموعة من استراتيجيات التعلم التي تتضمن العمل الجماعي للطلاب داخل مجموعات صغيرة للوصول إلى الأهداف المرجوة, ويعمل على تحسين بعض المهارات مثل اتخاذ القرار الجماعي ، ومشاركة الطلاب وتحمل المسئولية ، ويعطي الفرصة لجميع الطلاب لكي يتفاعلوا ويتعاملوا معاً.
ويعرفه ( جابر عبدالحميد جابر ، 1999 ) بأنه : نموذج تدريس فريد , لأنه يستخدم مهمة مختلفة او عملاً مختلفاً , وكذلك يستخدم بنية مكافأة لتحسين تعلم الطلاب ، إن بنية المهمة أو تنظيمها يتطلب من الطلاب أن يعملوا معاً في مهمة مشتركة في جماعات صغيرة , وان تراعى بنية المكافأة الجهد الجمعي والجهد الفردي.
وتعرفه ( سناء محمد سليمان , 2004 ) بأنه : أسلوب تعلم يعمل فيه الطلاب في مجموعات صغيرة داخل حجرة الصف تحت إشراف وتوجيه المعلم , تضم كلا منها مختلف المستويات التحصيلية ( عالي –متوسط – متدن ) يتعاون طلاب المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مشتركة لزيادة تعلمهم , وتعليم بعضهم بعضاً .
وهو موقف تعليمي تعلمي يعمل فيه الطلبة على شكل مجموعات صغيرة في تفاعل إيجابي متبادل يشعر فيه كل فرد انه مسئول عن تعلمه وتعلم الآخرين بغية تحقيق أهداف مشتركة.
ويعتبر التعلم التعاوني أسلوباً متقدماً من التعليم التطبيقي ، إذ أن تستند فكرته إلى نظرية مفادها أن العملية التعليمية تتم على عدة مراحل مصنفة في ترتيب تصاعدي , تبدأ في مرحلتيها : الأولى والثانية بالمعرفة والإدراك للمهارات الأساسية وهي أمور يمكن تعلمها بالتكرار والاستظهار , وبالتالي يمكن اكتسابها بنجاح كبير داخل الفصول الدراسية وتأتي بعد ذلك المراحل المتقدمة من العملية التعليمية , وهي حسب الترتيب التصاعدي : التطبيق والتحليل والتقييم . وهذه المراحل المتقدمة لا يمكن تحقيقها على الوجه الأمثل إلا بواسطة الممارسة العملية وتطبيق المعرفة والإدراك المكتسبين داخل الفصول الدراسية . والتعليم التعاوني بما يتيحه من فرص عمل فعلية للطلاب في أثناء الدراسة يساعد على تحقيق المراحل المتقدمة من العملية التعليمية.
الفرق بين التعلم الجماعي التقليدي والتعلم التعاوني:
يخلط الكثيرون بين التعلم الجماعي والتعلم التعاوني بل إن بعضهم يعتقد أنه يستخدم التعلم التعاوني وهو في الواقع يفتقد لجوهره , فهناك فرق جوهري بين وضع الطلاب في مجموعات ليتعلموا وبين صياغة موقف تعليمي تعاوني يسهم فيه الطلاب جميعاً بمشاركتهم الايجابية , التعلم التعاوني لا يعني أن يجلس الطلاب بجانب بعضهم البعض على نفس الطاولة ليتحدثوا مع بعضهم وكل منهم يعمل لانجاز المهمة المكلف بها. التعلم التعاوني لا يعني تكليف الطلاب بتنفيذ مهمة محددة مع إشعارهم بأن على أولئك الذين ينتهون أولاً مساعدة زملائهم الأقل انجازاً . التعلم التعاوني لا يعني تكليف مجموعة من الطلاب بتنفيذ تقرير ينجزه طالب واحد في حين تكتفي بقية الطلاب بوضع أسمائهم على المنتج النهائي. وفيما يلي بيان ببعض الفروق بين التعلم التعاوني والتعلم الجماعي:
في التعلم الجماعي – التقليدي – لا يعتبر الطلاب مسئولين عن تعلم بقية زملائهم عن أداء المجموعة عموماً, أما في التعلم التعاوني فتظهر مسئولية كل عضو في المجموعة تجاه بقية الأعضاء بشكل واضح.
إن أعضاء المجموعة في التعلم الجماعي متماثلين في القدرات, بينما تتميز مجموعة التعلم التعاوني بتباين أعضائها في القدرات والسمات الشخصية.يتم تعيين قائد المجموعة في التعلم الجماعي وهو المسئول عن مجموعته, أما في التعلم التعاوني فكل الأعضاء يمثلون أدواراً قيادية. في التعلم الجماعي يتجه اهتمام الطلاب نحو إكمال المهمة المكلفين بها فقط, أما هدف مجموعات التعلم التعاوني فهو الارتقاء بتحصيل كل عضو إلى الحد الأقصى إضافة إلى الحفاظ على علاقات عمل متميزة بين الأعضاء. في التعلم الجماعي نادراً ما يتدخل المعلم في عمل المجموعات, بينما نجد أن المعلم دائماً يلاحظ الطلاب ويحلل المشكلة التي ينشغل بها الطلاب ويقدم لكل مجموعة تغذية راجعة حول أدائها في التعلم التعاوني.
ويوجد عدد من الفروق بين التعلم الجماعي النمطي الذي يظهر عادة في الفصول والتعلم التعاوني, ويمكن تلخيص هذه الفروق فيما يلي:
1- التفاعل الايجابي:.يقوم التعلم التعاوني على أساس التفاعل الايجابي المتبادل بين أعضاء مجموعة التعلم التعاوني حيث تصاغ أهداف التعلم التعاوني بطريقة تراعي اعتماد الطالب على أداء بقية المجموعة أكثر من اعتماده على أدائه الخاص.
2- المسئولية الفردية: تُحدد مجموعات التعلم التعاوني مسئولية معينة لكل فرد في المجموعة حيث يسند إلى كل طالب دور خاص يتمثل في تفوقه العلمي في المادة التعليمية ولتحقيق هذا يزود كل طالب بتغذية راجعة إلى الكيفية التي يتقدم بها كل فرد داخل المجموعة حتى يمكن تحديد الفرد الذي يحتاج إلى تدعيم وتشجيع أكثر ...أما في التعلم التقليدي فلا تقع أدنى مسئولية على الفرد ولا يكون له مساهمة في الموقف التعليمي وتطويره.
3- الخصائص الشخصية لأعضاء المجموعة: يختلف أعضاء المجموعة الواحدة في خصائصهم الشخصية وقدراتهم في حالة مجموعات التعلم التعاوني وذلك عكس الحال في مجموعات التقليدي التي يلاحظ فيها تجانس جميع أعضاء المجموعة الواحدة في خصائصهم الشخصية وقدراتهم.
4- قيادة المجموعة: يقود المجموعة جميع الأعضاء في حالة التعلم التعاوني بعكس المجموعة التي يقودها فرد واحد في حالة التعلم التقليدي.
5- التدعيم والتشجيع: يكون المعلم في مجموعة التعلم التعاوني مسئولاً عن تعليم غيره ومن ثم فإن أعضاء المجموعة الواحدة يتوقعون الحصول على التدعيم والتشجيع من بعضهم البعض وذلك للتأكد من مساهمة جميع أعضاء المجموعة في إنجاز العمل..أما في حالة مجموعات التعلم التقليدي فمن النادر أن يتحمل الطالب مسئولية تعليم طالب آخر داخل المجموعة؟
6- أغراض الطالب: تتلخص الأغراض التي يرجى من الطالب الوصول إليها في وصوله إلىٍ أقصى درجة من درجات العمل مع الطلاب- أما في حالة مجموعات التعلم التقليدية فالتركيز ينصب على إتمام المهمة فقط.
7- المهارات الاجتماعية: لكي يعمل الطال بشكل تعاوني فإنه يحتاج إلى بعض المهارات الاجتماعية مثل (مهارات القيادة,مهارات الاتصال, مهارات إثارة الآخرين, مهارات إدارة وحل الصراعات)...أما في حالة مجموعات التعلم التقليدي فإن الطالب لا يحتاج إلى مثل هذه المهارات بل يحتاج إلى مهارات شخصية تعلم في أغلب الأحوال بطريقة خاطئة.
8- دور المعلم : يقوم المعلم في مجموعات التعلم التعاوني بملاحظة أعضاء المجموعة ,وتحليل المشكلات التي تواجههم أثناء العمل, ثم إبلاغهم بالتغذية الراجعة المتعلقة بالكيفية الم لإدارة العمل بعكس الحال في مجموعة التعلم التقليدي.
9- الطريقة التي تعمل بها المجموعة: يقوم المعلم في مجموعات التعلم التعاوني بصياغة الإجراءات والمعالجات المتعلقة بالكيفية التي تعمل بها المجموعة ...أما في حالة مجموعات التعلم التقليدي فنجد أن المعلم لا يعطي أي انتباه للطريقة التي تعمل بها المجموعة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفرق بين التعلم النشط والتقليدى والمقارنة بين التعلم النشط والتقليدى

الاهداف العامة لتدريس الرياضيات للمرحلة الابتدائية

الحصول على كود الطالب | والتسجيل على منصة ادمودو edmodo | والمشروعات البحثية